صُنع في الأردن: اتفاقية التجارة الأوروبية تخلق فرصاً في القطاع الصناعي

رجوع

عمان، الأردن (أخبار م. ع. د.) جاءت فاطمة العتمة السورية إلى الأردن قبل خمس سنوات مع أمها المسنّة و شقيقها الأصغر بحثاً عن الأمان و حياة أفضل.

عملت لفترة طويلة في المزارع، لمساعدة أفراد عائلتها الذين يعيشون في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، الواقع في مدينة المفرق شمال الأردن و الذي يقيم به حوالي 80 ألف لاجئ سوري.


قبل ثمانية أشهر، أخبرتها إحدى صديقاتها في المخيم عن أحد مراكز التشغيل التابعة لمنظمة العمل الدولية، والتي أنشئت مؤخراً لمساعدة السوريين في العثور على فرص عمل لائقة في مختلف القطاعات في المملكة. سجلت في مركز التشغيل مما ساعدها لايجاد فرصة عمل في مصنع للملابس الجاهزة والحصول على تصريح عمل.

و تقول أن الوظيفة غيرت حياتها. حيث اكتسبت مهارات و كونت صداقات جديدة. لكن الأهم من ذلك، كما تقول، أنها سعيدة بتأمين دخل شهري ووظيفة رسمية. "التقيت بأشخاص جدد. إنها حياة مختلفة. لقد تغيرت حياتي لأني تعلمت مهنة جديدة و يمكنني الآن مساعدة عائلتي. إنه أمر جيد اقتصادياً ونفسياً"

فاطمة هي واحدة من آلاف السوريين والأردنيين الذين يستفيدون من اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي والأردن التي تقوم بتبسيط "قواعد المنشأ" المطبّقة على السلع الصناعية الأردنية1، مما يسمح للشركات الأردنية، الوصول بسهولة إلى سوق الاتحاد الأوروبي، شريطة أن تكون خطوط انتاجها التي تنتج السلع للتصدير إلى الاتحاد الأوروبي، تحقق نسبة معينة من العمال السوريين اللاجئين.

و قال سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن أندريا ماتيو فونتانا: "نحن نساعد على خلق فرص عمل جديدة للعمال العاطلين عن العمل أو الذين كانوا يعملون بشكل غير منظم". "ولكن هناك فوائد أخرى أيضاً؛ أولاً، أن العمال الأردنيين و السوريين سيحصلون على فرصة للعمل جنباً إلى جنب وأخيراً، الحصول على وظائف لائقة تتماشى مع المعايير الأردنية ومعايير منظمة العمل الدولية"

و قال رئيس وحدة اللجوء السوري في وزارة العمل، حمدان يعقوب، "إن الاتفاقية تشجع التنمية الاقتصادية في البلاد و تساعد على تحسين حياة أفراد المجتمع، و ينعكس هذا على فرص العمل التي يتم توفيرها، وكذلك التحسينات على الرفاه الاجتماعي و الاقتصادي لأفراد المجتمع، بما في ذلك اللاجئين السوريين. و تعمل الحكومة الأردنية على تسهيل دخول اللاجئين السوريين إلى سوق العمل المنظم بطريقة تلبي احتياجات سوق العمل في الأردن".

تعمل منظمة العمل الدولية، من خلال المشاريع التي يمولها الاتحاد الأوروبي والمملكة الهولندية، مع الحكومة الأردنية وممثلي النقاابات العمالية والغرف الصناعية والشركاء المحليين ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والوكالات ذات الصلة، لدعم الشركات الصناعية الأردنية للاستفادة من خدماتها. والوصول إلى الأسواق الأوروبية، ومساعدة العمال السوريين والأردنيين في العثور على عمل لائق في هذه الشركات.

وقالت مها قطّاع، المستشارة الإقليمية للأزمات و التحولات لدى منظمة العمل الدولية: "إنه رغم أن الأردن شهد بعض التقدم الجيد في تنفيذ الاتفاقية، إلا أن بعض التحديات ما تزال قائمة. ومن هذه التحديات العثور على عدد العمال السوريين اللازم للعمل في هذه المصانع. وأضافت أنه من خلال مراكز التشغيل التي أنشئت في مناطق مختلفة، فإنه يتم تسهيل ربط السوريين و الأردنيين الباحثين عن العمل، بفرص العمل في هذه الشركات.

في الوقت الحاضر، هناك ثلاثة عشر مركز تشغيل في جميع أنحاء المملكة للمساعدة في ربط السوريين و الأردنيين الباحثين عن العمل بأصحاب العمل. قدمت هذه المراكز الدعم لأكثر من 16.000 من السوريين والأردنيين الباحثين عن عمل و 900 من أصحاب العمل من خلال التوجيه المهني وفرص التدريب والمطابقة الوظيفية وتسهيل الحصول على تصاريح العمل. 

و حتى تاريخه فإن 6,894 باحث عن عمل سوري و أردني منهم 37% من الاناث تم تأمينهم بفرص عمل من خلال مراكز التشغيل التي يمولها الاتحاد الأوروبي والمملكة الهولندية. 55% منهم تم تشغيلهم في القطاع الصناعي وخصوصاً في قطاع الملابس.2

ومع وجود اثني عشر شركة مؤهلة حتى الآن للتصديرفي إطار هذا الاتفاقية، أشارت السيدة قطّاع إلى أنه هناك حاجة لبذل المزيد من الجهد من قبل الشركات لتنويع وتحسين صادراتها.

"نحن نساعد الشركات في الوصول إلى الأسواق الأوروبية. ومع ذلك، هناك صعوبة في وصول المنتجات التي يتم إنتاجها في الأردن الى هذه الأسواق. من المهم العثور على هذه الأسواق (داخل الاتحاد الأوروبي) و هذا هو المجال الذي نساعد به هذه الشركات"، و أضافت أن مكتب منظمة العمل الدولية يعمل حالياً مع غرفة صناعة الأردن لربط المزيد من الشركات بالأسواق الأوروبية.

كما أشار السفير فونتانا إلى إمكانية زيادة عدد الشركات التي تستفيد من الاتفاقية التجارية. "هناك فرصة لتحقيق المزيد من فرص التجارة الإضافية من الأردن إلى أوروبا (كما تم إبرازها في أولويات الحكومة 2019-2020)، والتي نأمل أن توفرها هذه الاتفافية.

1 للمزيد من المعلومات حول الاتفاقية يمكن زيارة الموقع:http://ec.europa.eu/trade/policy/countries-and-regions/countries/jordan  
2 2395 باحث عن عمل تم تشغيلهم من خلال مراكز التشغيل الممولة من الاتحاد الاوروبي وكذلك 4,499 من الباحثين عن عمل وجدوا فرص عمل من خلال مراكز التشغيل التي تمولها الحكومة الهولندية مع العلم بأن لم يشتغل جميعهم لدى شركات مؤهلة للتصدير للاتحاد الاوروبي.

عمان، الأردن (أخبار م. ع. د.) جاءت فاطمة العتمة السورية إلى الأردن قبل خمس سنوات مع أمها المسنّة و شقيقها الأصغر بحثاً عن الأمان و حياة أفضل.

عملت لفترة طويلة في المزارع، لمساعدة أفراد عائلتها الذين يعيشون في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، الواقع في مدينة المفرق شمال الأردن و الذي يقيم به حوالي 80 ألف لاجئ سوري.


قبل ثمانية أشهر، أخبرتها إحدى صديقاتها في المخيم عن أحد مراكز التشغيل التابعة لمنظمة العمل الدولية، والتي أنشئت مؤخراً لمساعدة السوريين في العثور على فرص عمل لائقة في مختلف القطاعات في المملكة. سجلت في مركز التشغيل مما ساعدها لايجاد فرصة عمل في مصنع للملابس الجاهزة والحصول على تصريح عمل.

و تقول أن الوظيفة غيرت حياتها. حيث اكتسبت مهارات و كونت صداقات جديدة. لكن الأهم من ذلك، كما تقول، أنها سعيدة بتأمين دخل شهري ووظيفة رسمية. "التقيت بأشخاص جدد. إنها حياة مختلفة. لقد تغيرت حياتي لأني تعلمت مهنة جديدة و يمكنني الآن مساعدة عائلتي. إنه أمر جيد اقتصادياً ونفسياً"

فاطمة هي واحدة من آلاف السوريين والأردنيين الذين يستفيدون من اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي والأردن التي تقوم بتبسيط "قواعد المنشأ" المطبّقة على السلع الصناعية الأردنية1، مما يسمح للشركات الأردنية، الوصول بسهولة إلى سوق الاتحاد الأوروبي، شريطة أن تكون خطوط انتاجها التي تنتج السلع للتصدير إلى الاتحاد الأوروبي، تحقق نسبة معينة من العمال السوريين اللاجئين.

و قال سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن أندريا ماتيو فونتانا: "نحن نساعد على خلق فرص عمل جديدة للعمال العاطلين عن العمل أو الذين كانوا يعملون بشكل غير منظم". "ولكن هناك فوائد أخرى أيضاً؛ أولاً، أن العمال الأردنيين و السوريين سيحصلون على فرصة للعمل جنباً إلى جنب وأخيراً، الحصول على وظائف لائقة تتماشى مع المعايير الأردنية ومعايير منظمة العمل الدولية"

و قال رئيس وحدة اللجوء السوري في وزارة العمل، حمدان يعقوب، "إن الاتفاقية تشجع التنمية الاقتصادية في البلاد و تساعد على تحسين حياة أفراد المجتمع، و ينعكس هذا على فرص العمل التي يتم توفيرها، وكذلك التحسينات على الرفاه الاجتماعي و الاقتصادي لأفراد المجتمع، بما في ذلك اللاجئين السوريين. و تعمل الحكومة الأردنية على تسهيل دخول اللاجئين السوريين إلى سوق العمل المنظم بطريقة تلبي احتياجات سوق العمل في الأردن".

تعمل منظمة العمل الدولية، من خلال المشاريع التي يمولها الاتحاد الأوروبي والمملكة الهولندية، مع الحكومة الأردنية وممثلي النقاابات العمالية والغرف الصناعية والشركاء المحليين ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والوكالات ذات الصلة، لدعم الشركات الصناعية الأردنية للاستفادة من خدماتها. والوصول إلى الأسواق الأوروبية، ومساعدة العمال السوريين والأردنيين في العثور على عمل لائق في هذه الشركات.

وقالت مها قطّاع، المستشارة الإقليمية للأزمات و التحولات لدى منظمة العمل الدولية: "إنه رغم أن الأردن شهد بعض التقدم الجيد في تنفيذ الاتفاقية، إلا أن بعض التحديات ما تزال قائمة. ومن هذه التحديات العثور على عدد العمال السوريين اللازم للعمل في هذه المصانع. وأضافت أنه من خلال مراكز التشغيل التي أنشئت في مناطق مختلفة، فإنه يتم تسهيل ربط السوريين و الأردنيين الباحثين عن العمل، بفرص العمل في هذه الشركات.

في الوقت الحاضر، هناك ثلاثة عشر مركز تشغيل في جميع أنحاء المملكة للمساعدة في ربط السوريين و الأردنيين الباحثين عن العمل بأصحاب العمل. قدمت هذه المراكز الدعم لأكثر من 16.000 من السوريين والأردنيين الباحثين عن عمل و 900 من أصحاب العمل من خلال التوجيه المهني وفرص التدريب والمطابقة الوظيفية وتسهيل الحصول على تصاريح العمل. 

و حتى تاريخه فإن 6,894 باحث عن عمل سوري و أردني منهم 37% من الاناث تم تأمينهم بفرص عمل من خلال مراكز التشغيل التي يمولها الاتحاد الأوروبي والمملكة الهولندية. 55% منهم تم تشغيلهم في القطاع الصناعي وخصوصاً في قطاع الملابس.2

ومع وجود اثني عشر شركة مؤهلة حتى الآن للتصديرفي إطار هذا الاتفاقية، أشارت السيدة قطّاع إلى أنه هناك حاجة لبذل المزيد من الجهد من قبل الشركات لتنويع وتحسين صادراتها.

"نحن نساعد الشركات في الوصول إلى الأسواق الأوروبية. ومع ذلك، هناك صعوبة في وصول المنتجات التي يتم إنتاجها في الأردن الى هذه الأسواق. من المهم العثور على هذه الأسواق (داخل الاتحاد الأوروبي) و هذا هو المجال الذي نساعد به هذه الشركات"، و أضافت أن مكتب منظمة العمل الدولية يعمل حالياً مع غرفة صناعة الأردن لربط المزيد من الشركات بالأسواق الأوروبية.

كما أشار السفير فونتانا إلى إمكانية زيادة عدد الشركات التي تستفيد من الاتفاقية التجارية. "هناك فرصة لتحقيق المزيد من فرص التجارة الإضافية من الأردن إلى أوروبا (كما تم إبرازها في أولويات الحكومة 2019-2020)، والتي نأمل أن توفرها هذه الاتفافية.

1 للمزيد من المعلومات حول الاتفاقية يمكن زيارة الموقع:http://ec.europa.eu/trade/policy/countries-and-regions/countries/jordan  
2 2395 باحث عن عمل تم تشغيلهم من خلال مراكز التشغيل الممولة من الاتحاد الاوروبي وكذلك 4,499 من الباحثين عن عمل وجدوا فرص عمل من خلال مراكز التشغيل التي تمولها الحكومة الهولندية مع العلم بأن لم يشتغل جميعهم لدى شركات مؤهلة للتصدير للاتحاد الاوروبي.

منذ 5 سنوات
- 01:21 م